دراســة الوثيــقــة التــاريـخيــة
أولا - تعريف الوثيقة التاريخية
هي كل مستند له امتداد زمني في الماضي، يعتمده المؤرخون في مشاريعهم البحثية كمصدر أصلي لصياغة وبناء المعرفة التاريخية نظرا لمعاصرته الأحداث المراد دراستها وتحليلها، حيث يعد شاهدا على حقبة زمنية معينة من الماضي البشري، وتصنف الوثيقة إلى:
صامتة: هي كل ما خلفته الحضارات القديمة من مباني، وآثار، وأواني فخارية، وعملات، وحلي، وأسلحة...
مكتوبة: هي الكتابات المنقوشة على الحجارة أو المخطوطة على الجلود، والمعاهدات، والمراسيم، والرسائل، والمقالات وغيرها
ثانيا - الخطوات المنهجية لدراسة الوثيقة التاريخية
لدراسة وتحليل أية وثيقة والوقوف على أبعادها يجب،وبعد قراءة متأنية، اتباع المراحل المنهجية التالية:
المرحلة الأولى: مرحلة التقديم
يهدف التقديم إلى التعريف بالوثيقة وتحديد موضوعها وإطارها التاريخي وهذا من خلال التدقيق في:
- طبيعة الوثيقة: أي نوعها، إن كانت رسالة أو خطاب أو معاهدة أو نداء أو بيان أو مقال أوغيرها. إلى جانب ذكر الطبيعة يمكن إضافة الصبغة التي تكتسبها الوثيقة، كأن تكون ذات صبغة سياسية، أو اجتماعية، أو دبلوماسية، وهذا بحسب مجال انتماء الواقعة التاريخية وماهية المحتوى .
- مصدر الوثيقة: إن كان رسميا، أي أن الوثيقة صادرة عن جهة رسمية كملك أو رئيس أو وزير، أو غير رسمي، أي أنها صادرة عن جهة غير رسمية كأن تكون مقالا صحفيا، أو رسالة، أو شهادة حية...، مع التعريف بالمصدر الذي ورد فيه نص الوثيقة: كتاب، جريدة، موقع إلكتروني، أرشيف، مذكرات شخصية...
- الإطار الزماني والمكاني: وهو تحديد الزمان والمكان اللذان دارت بهما أحداث الوثيقة (صدرت بهما الوثيقة)
- التعريف بصاحبها: وهو نبذة موجزة عن حياة صاحبها يتم خلالها التطرق للفترة التي عاشها وعايش فيها الواقعة، والتركيز على أهم مهامه ومنجزاته بما يفيد موضوع الدراسة.
المرحلة الثانية: مرحلة التحليل
يتم خلالها ما يلي:
- تحديد الفكرة العامة: تقدم الفكرة الرئيسية أو العامة في شكل جملة مصدرية شاملة وواضحة ومختصرة، تتفق مع محتوى النص
- تحديد الأفكار الرئيسية: يتم من خلال تقسيم النص إلى فقرات وتلخيص كل فقرة في شكل جملة مصدرية تعكس المضمون بدقة، ويتم تحديد الأفكار بذكر معالم البداية والنهاية لكل فقرة.
- شرح المصطلحات: وهو شرح المفردات الصعبة والمبهمة (الكلمات المفاتيح) شرحا تاريخيا لا لغويا حرفيا، كالأعلام والأماكن، حتى يتسنى للباحث أو للدارس للوثيقة فهم الحادثة التاريخية وفك رموز النص
- طرح الإشكالية: وهو التعرض للإشكالية التي تثيرها الوثيقة عن طريق صياغة تساؤلات هدفها التحليل للتأكد من صحة المحتوى
- شرح المضمون: يتم خلاله الرجوع إلى الأفكار الأساسية وتحليلها فكرة فكرة تحليلا تفصيليا، اعتمادا على ما ورد في نص الوثيقة أولا ثم على المعلومات المتحصل عليها من مراجع أخرى، مع الحرص على التقيد بالموضوع وعدم الخروج عنه وعن وحدة أفكاره، حتى لا يفقد نص الوثيقة قيمته التاريخية.
المرحلة الثالثة: مرحلة الإستنتاج
هي عبارة عن خاتمة تقييمية تمكننا من معرفة خبايا وأهداف النص الحقيقية، وتحديد قيمته وأهميته ومدى ارتباط أحداثه بالواقع حيث يتم خلالها مناقشة الأفكار الواردة في الوثيقة بالسلب أو بالإيجاب، واستخلاص
الحقائق والمعارف التاريخية وكذلك التطرق إلى الفوائد التي أثارها النص.
ثالثا - أهمية الوثيقة التاريخية
- تعد جزءا لا يتجزأ من التاريخ الإنساني
- تسمح بالاستفادة من أخطاء الماضي لبناء المستقبل
- تعكس الهوية الشخصية للأمم والحضارات السابقة عبر مختلف العصور
- تثري البحوث التاريخية وتزودها بكل ما يحتاجه القائم عليها من معلومات وحقائق تاريخية
- تحافظ على التاريخ والتراث على هيأة نصوص، وتحمي جميع التفاصيل من أي تغيير في الجوهر والمضمون
الوثيقة التاريخية |
أهمية الوثيقة التاريخية إثراء البحوث التاريخية وتزويدها بكل ما يحتاجه القائم عليها من معلومات وحقائق تاريخية
ردحذفتعد جزءا من التاريخ الإنساني وتعكس الهوية الشخصية للأمم والحضارات السابقة عبر مختلف العصور
المحافظة على التاريخ والتراث على هيأة نصوص وحماية جميع التفاصيل من أي تغيير في الجوهر والمضمون